السكن في الجزائر
إن السكن بصفة عامة والسكنات الجماعية في الجزائر بصفة خاصة، بلا شك أهم الإحتياجات الإجتماعية. علاوة على ذلك، يحتل هذا القطاع، الذي يشكل مصدر أساسي للاستثمار، مكانة مهمة في برنامج كل دولة، ومن الأهداف الأساسية لسياسة الإسكان في الجزائر إسكان الأسرة، المُعلن عنه في الميثاق الوطني ثم الدستور ثم المادة التي أقرت ذلك.
عاد قطاع السكن في الجزائر، بعد تجربة منهجيات غير مسبوقة للإسكان غير المستقر بين عامي 1998 و 2004 على كل المساكن، إلى أساليب إعادة الإسكان أي السكنات الجماعية. من خلال التخلص من صيغة إعادة توطين السكان من الأحياء الفقيرة الحضرية إلى منازل متطورة للأسرة الواحدة حسب المرسوم الذي تبنته الدولة.
تخلصت لجنة السلطات العامة من قُيود الإنشاء المعقدة، والمخاطر الإجتماعية والسياسية التي تسببها هذه البرامج. إن العودة إلى صيغة السكنات الجماعية و نصف جماعية المبنية على التمويل العام، والمجمعة وفقا للمعايير والإجراءات المعتادة المثبتة، أصبح ممكنا من خلال التحسين المالي الذي أتاحهُ تحسين عائدات النفط.
أنواع الصيغ السكنية المعتمدة بالجزائر
- السكن العمومي الإيجاري (Logement Public Locatif) : معروف سابقا بالسكن الإجتماعي، موجه للفئات المحرومة و ذوي الدخل الضعيف، أقل من 000 24 دج. مدعم بالكامل من الخزينة العمومية للدولة.
- السكن الريفي (Logement Rural) : هذا النمط موجه للمناطق الريفية، أي منح المواطنين المقيمين في الريف إمكانية البناء الذاتي لِمساكن لائقة.
يتحصل بموجبه طالب السكن على إعانة بمقتضى الدولة قصد بناء مسكنه. يُحدد مبلغ الاعانة كما يلي:- 1.000.000 دج بالنسبة لولايات الجنوب ( أدرار، الأغواط، بسكرة، بشار، تمنراست، ورقلة، إليزي، تندوف، الوادي، غرداية).
- 700.000 دج بالنسبة لباقي الولايات.
تُحدد حسب القانون.
- صيغة السكن البيع بالإيجار (Logement Location-Vente (AADL : دخلت هذه الصيغة حيز التنفيذ سنة 2001 و أصبحت أحد أهم الصيغ السكنية التي لاقت رواجا كبيرا في الشارع الجزائري، وعُقد عليها آمالا كبيرة للقضاء على الأزمة السكنية في الجزائر.
يعتمد هذا النوع من الصيغ في منح المساكن مع إمكانية الحصول على ملكيته بعد الإستمرار في دفع بدل الإيجار لمدة 25 سنة، لذوي الدخل المتوسط الذي يبلغ دخلهم على الأكثر 24.000 دينار جزائري. - السكن الترقوي العمومي (Logement Public Promotionnel) : هو صيغة جديدة أدرجتها الحكومة حديثا بعد صيغة عدل. يُوجه هذا النمط للمواطنين الذين لا يمكنهم الاستفادة في إطار صيغ السكنات الأخرى، ذوي دخل يتراوح بين 108.000 دينار و 216.000 دينار.
- السكن الترقوي المدعم (Logement Promotionnel Aidé) : هو الصيغة الجديدة للسكنْ الإجتماعي التساهمي LSP، يعتمد على إعانة للحصول على ملكية المسكن من طرف الدولة، لذوي الدخل المتوسط، مقابل تسديد المعني للمبلغ المتبقي على مراحل، وهذا بالاتفاق مع مرقي عقاري. بقرار من الوالي.
ماذا يقصد بالسكنات الجماعية (L’habitat collectif)؟
في المناطق الحضرية، تعتبر السكنات الجماعية هي الموطن الأكثر كثافة لأنه يتطور و مستمر في الإرتفاع. وهي عبارة عن بناية عمودية تحتوي على عدة مساكن كالعمارة. لها مدخل مشترك، ومجالات خارجية مشتركة مثل مواقف السيارات والمساحات الخضراء والبساتين والسلالم والمصاعد بين جميع السكان.
السكنات الجماعية إقتصادية، وأقل تكلفة من السكنات الفردية و سكنات النصف جماعية.
خصائص السكنات الجماعية
- إشتراك الفضاءات الخارجية بين جميع السكان مثل مواقف السيارات والمساحات الخضراء.
- إرتفاع البناية يزيد عن 3 طوابق.
- تجمع عدة مساكن في بناية واحدة.
- تتميز بكونها ذات كثافة أعلى، و توجد بشكل عام في المناطق الحضرية في الولاية.
مزايا و عيوب السكنات الجماعية في الجزائر
هل تفكر في الإنتقال للعيش والسكن في السكنات الجماعية؟ هل تعلم ما يميزها عن بقية أنواع السكنات، بالتأكيد بناءا على دراسة جيدة تتمتع المساكن الجماعية بالعديد من المزايا، لا سيما فيما يتعلق بالاستثمار العقاري في الجزائر العاصمة، والاستهلاك الاقتصادي الأمثل للأرض، وتكاليف البنية التحتية، وأجهزة التحكم في الوصول إلى المبنى أو مجاورة الجيران.
كل هذه العناصر تشكل مزايا حقيقية للملاك المشتركين في بناية واحدة، خاصة للأشخاص العازبين وكبار السن الذين يجدون أن العيش في سكن جماعي أكثر إطمئنانًا منه في منزل واحد.
في المقابل العيش في ملكية مشتركة له عيوب لا يمكن إنكارها، فحقيقة أن بعض خصائصه تشكل عيوبًا مثل الكثافة العالية وكذا الإزعاج الذي قد يكون نتيجة تلك الكثافة والنزاعات التي قد تنشأ بين المالكين المشاركين، هي حقيقة لا يمكن الهروب منها.
ما هي سكنات النصف جماعية (L’habitat semi-collectif)؟
هو سكن جماعي به خصائص السكن الفردي، وعبارة عن خلايا سكنية مركبة و متصلة ببعضها عن طريق الجدران و الأسقف. تشترك في الهيكلة وفي بعض المجالات الخارجية كمواقف السيارات، والساحات العامة، لكن لكل منهما وصول مستقل.
بمعنى آخر، يمكن اعتبارها موطن وسيط يجمع بين مزايا الفرد والجماعة.
خصائص السكنات نصف جماعية:
- الوصول الفردي كونها مستقلة المدخل.
- يمكن لأي شخص التمتع بحديقة خاصة أو سطح مميز في سكنه.
- ارتفاع منخفض (عدد الطوابق لا يزيد عن 3 طوابق).
- الملكية المشتركة الأفقية أو الرأسية (هيكلة السكنات).
مزايا و عيوب سكنات النصف جماعية:
تتعدد مميزات سكنات النصف جماعية التي قد تضمن لك حياة كريمة، أبرزها: الوصول الفردي للمسكن، عدد محدود من الشقق، التحكم في الكثافة السكانية.
هذه المزايا الرئيسية التي تجعل السكن نصف جماعي نوعًا معينًا. يُضاف إلى ذلك الهندسة المعمارية الأصلية التي تقدم صفات، وخصائص قريبة من السكن الفردي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تلاحظ عيوبا قليلة في هذا النمط كحجم الشقة التي تكون أحيانًا صغيرًة جدًا أو القرب من الأحياء التي تنتشر فيها الضوضاء والإزعاج.
إزدهار السكنات الجماعية و النصف جماعية في الجزائر:
إن الإزدهار الذي عرفه مجال البناء والتعمير يعتبر إحدى السمات الأساسية و الهامة به، حيث ظهر هذا التطور عبر مراحل التاريخ وهو ينبع أصلا من تطور الحاجة إليه.
إن ظهور العديد من الدراسات الحديثة حول قطاع السكن بصفة عامة و السكنات الجماعية بصفة خاصة، وازدهارها أعطى دافعا قويا لِلإلمام بالمشاكل التي عرفها هذا القطاع في المجتمع الجزائري، و الجدير بالذكر أن مشكل السكن في الجزائر ليس بحديث العهد.
تلك الصورة البائسة للبرامج السكنية التي سُجلت على امتداد الفترة الاستعمارية أي ما بين 1954-1962 لا تتعدى 148000 لا يمكنها أن تظل راسخة في الأذهان أمام الإنجازات الكبرى من البرامج السكنية التي حققتها الجزائر، و إنجاز وحدات سكنية من مختلف الصيغ و الأنماط على مستوى الولايات و الدوائر و البلديات.
مجموعة السكنات الجماعية والنصف جماعية من البرامج السكنية المبنية باستعمال أحكام مبنية على أساس مستويات المرقي العقاري المكلف بإنجاز السكنات الموجهة للحيازة على الملكية من طرف شخص أو عدة أشخاص، يُطلق عليهم الحائزين على الملكية.
يمكن القول أن المرقي أو ما يعرف به – رئيس المشروع – يلعب دور الوسيط بين كل الجماعات المحلية، والمهندسين، والممولين، والمستفيدين من المسكن.
ازدهرت السكنات الجماعية و نصف جماعية في الجزائر بعد مخططات التنمية الخمس (المخطط الثلاثي، المخطط الرباعي الأول، المخطط الرباعي الثاني، المخطط الخماسي الأول و المخطط الخماسي الثاني)، التي طبقتها الدولة الجزائرية على قطاع السكن.
بالنظر إلى النتائج المحققة في قطاع السكن، ما أُنجز من سكنات مقارنة بالطلبات المتزايدة يؤكد نجاح نمط السكنات الجماعية، و المخططات التنموية الأخرى في معالجة إشكالية السكن في الجزائر.
يتيح هذا النمط فرصة إستغلال الأرض بشكل عقلاني دقيق من حيث الاقتصاد في تكاليف العقار، و إستقطاب كثافة سكانية عالية.
باختصار، السكنات الجماعية في الجزائر أو النصف جماعية تلبي بشكل أفضل تطلعاتك في قطاع السكن وحياة عصرية في شقة أحلامك، سواء كان ذلك من خلال قناعتك في الوصول الفردي لمسكنك الخاص، أو المساحات المشتركة مع الجيران، أو المزيد من الأمان و إختلاط أقل.
المراجع :
- موقع unesco.org
- موقع cairn.info